الجمعة، 27 فبراير 2015

اميراه

الحب في زمن السرعة،،،، لبلال فوراني
لم يعد الحب مقتصّراً على رسائل البريد المرمية تحت عتبات البيت
ولا على وردة تلقيها عاشقة لحبيبها أثناء مروره تحت نافذتها الولهانة
لم يعدّ الحبّ مهرباً ولم يعد جريمة كما كان في أيام نزار قباني
لم نعدّ نخبئه تحت الوسادة الخالية ولا نخفيه عن العيون الوقحة
لم نعد نرتبكّ حين يلقى القبض علينا متلبسّين بسماع أغنية رومانسية
ولم يعدّ يهمنّا اللهاث الطويل وراء قصيدة تشبع شوقنا وجوعنا للحبيب ..؟؟
لقد صار الحبّ في زمن السرعة أشبه بأرنبّ أصابه الشللّ
اقتصرت كل خطواته على ذكريات الطريق التي ركض فيها
وعلى البطولات التي اكتسبها يوما في مغامراته الطائشة الجميلة
صار الحبّ معلباً جاهزاً مثل وجبات التيك أوي تختار منه ما شئت
تتناوله من رفوف مواقع التواصل الاجتماعي دون أن تدفع ثمنه
وتستطيع في أي وقت اعادته لسوء التصنيع أو لانتهاء صلاحيته
لقد صار مجاناً وسهلاً ورخيصاً لدرجة أنه لم يعد أحد يصدق هذه الكلمة ؟؟
في هذا الزمن لم يعدّ الحب مقسوما على اثنين فقط بل صار منشطرا على نفسه،،،
اليوم حين أكتب عن الحبّ في زمن السرعة
أكتب كي أنفض الغبار عن تاريخ جميل طاهر قبل ان تدنسه اصابع السرعة والتكنولوجيا،،،،
أكتب كي أذكرّ الاخرين بروعة الزمن الذي فقدناه والذي ما زلت مصراً على استحضاره،،،
اكتب لأولئك الذين ما زالوا مؤمنين بقدسية الحبّ وشرعية العشقّ وأغاني فيروز الصباحية،،،،
أكتب لذلك البعيد عني والذي لا أطوله ولكني أهزمّ المسافات بيني وبينه بكلمة واحدة صادقة،،،،
أكتب لذاك الذي ينتظر على شواطئ العشق أن تصيبه موجة امرأة تقلب حياته رأس على عقب،،،،
أكتبّ لقلبي أولاً ثم لقلبها ثانياً ثم للناس الذين يصلون وراء حرفي كي أعرج بهم الى سموات العشق،،،،ّ
أكتب ما أكتبه لأني أريد أن أقول ما في صدري بكل سرعة قبل أن يغادرني هذا الزمن بسرعة ،،،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق